من بين المخلوقات، تحتل السلاحف مكانة مميزة وفريدة. وقد لفتت انتباه الكثيرين الذين يربونها أو يهتمون بشؤونها، سواء كانت تعيش على اليابسة (سلاحف برية) أو في الماء (سلاحف مائية). هذا الاهتمام يدفعنا إلى الغوص في عالم السلاحف لتوضيح تفاصيل أنظمتها الغذائية، المشاكل التي تواجهها، والمتطلبات الأساسية لرعايتها. وقد يتبادر إلى الذهن سؤال: هل يمكن أن تشرب السلاحف ماء جوز الهند؟ ولكن قبل الإجابة، دعونا نتساءل: هل تحتاج السلاحف إلى أطعمة غريبة عليها؟ فلكل نوع من السلاحف نظامه الغذائي الأمثل الذي ينبغي اتباعه.
على الرغم من قدرة السلاحف العالية على التكيف عبر الزمن، فإنها تُظهر تفضيلًا للتنوع في غذائها. فما هو الطعام المفضل لدي السلاحف؟
في بيئتها الطبيعية، تعتمد معظم أنواع السلاحف على النباتات كمصدر رئيسي للغذاء، بينما تتضمن وجبات السلاحف المائية أحيانًا مكونات حيوانية.
السلاحف البرية، كونها عاشبة في الغالب، تستمتع بتناول الأعشاب، النباتات، الأزهار، الشجيرات، والخضروات الورقية. في المقابل، تتغذى السلاحف المائية وشبه المائية (البرمائية) على الأسماك الصغيرة، يرقات الجمبري، والرخويات بالإضافة إلى الخضروات والنباتات. وتجدر الإشارة إلى أن شهية السلاحف وتفضيلاتها الغذائية يمكن أن تختلف بشكل كبير بناءً على نوع السلحفاة، موطنها، والظروف المعيشية المحيطة بها.
دعونا الأن نعود إلى موضوع المقال: هل السلحفاة تشرب ماء جوز الهند؟
هل جرب أي شخص اعطاء سلحفاته مشروب ماء جوز الهند من قبل؟
جوز الهند الطازج يحتوي على العديد من العناصر الغذائية والكهارل
تعرف الكهارل كيميائياً على أنّها مواد تتحول في المحاليل إلى أيونات.
الكهارل أو الشَّوارد هي المعادن والأملاح التي توجد في الدم وداخل انسجة الجسم.
من أمثلة الكهارل: البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم وخلافه.
بما أن ماء جوز الهند طبيعي تمامًا، فمن الطبيعي أن رشفة منه لن تضر السلحفاة. ولكن لا يجب الإفراط في تقديمه للسلحفاة نظرا لنسبة السكر والبوتاسيوم الموجودة.
هل يمكن ان نقدم ماء جوز الهند للسلحفاة لترطيب جسمها والوقاية من الجفاف؟
على الرغم من القيم الغذائية المفيدة في ماء جوز الهند، ولكن لا شيء يفوق الماء العذب النظيف، فقد يكون ماء جوز الهند أكثر ترطيبًا من الماء العذب ولكن لا غني عن الماء العذب لسد عطش السلاحف.
هل يمكن ان تشرب السلحفاة المريضة ماء جوز الهند؟
البعض يستخدم ماء جوز الهند الطبيعي 100٪ مع تخفيفه بماء عذب لسلحفاته المريضة لفترة محدودة. على الرغم من أن ماء جوز الهند مصدرًا للإلكتروليتات (الكهارل) وفيتامين C التي تساعد على تنظيم وظائف الأعصاب والعضلات ورفع كفاءة الجهاز المناعي، إلا أنه يحتوي على قدر من السكر الطبيعي. ولذلك يتم تخفيف ماء جوز الهند بمقدار من الماء العذب النظيف.
هل تستطيع السلاحف شرب ماء جوز الهند؟
في حين أن ماء جوز الهند غير سام للسلاحف، ولكن ضروري مراعاة موطنها الطبيعي ونظامها الغذائي.
تحصل السلاحف في الطبيعة عادةً على الماء من النباتات والبرك الضحلة. ماء جوز الهند لا تحصل عليه السلاحف في الطبيعة وقد لا يوفر كل العناصر الغذائية المطلوبة لصحتهم العامة.
- أصبح ماء جوز الهند مشروبًا بشريًا شائعًا بسبب فوائده العديدة. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالسلاحف، فالوضع مختلف.
- يدعي بعض أصحاب السلاحف أن سلاحفهم تستمتع بشرب ماء جوز الهند، وهذا يوفر لهم العديد من العناصر الغذائية الأساسية.
- من ناحية أخرى، ينصح الخبراء بعدم إعطاء ماء جوز الهند بكميات كبيرة للسلاحف. حيث إنها تحتوي على مستويات عالية من البوتاسيوم والسكر، والتي يمكن أن تضر السلاحف.
- بشكل عام، يُنصح بالالتزام بالنظام الغذائي الطبيعي للسلحفاة وتزويدها بالمياه العذبة للشرب.
يمثل ماء جوز الهند مصدرًا غنيًا بالإلكتروليتات والفيتامينات اللازمة للسلاحف. يحتوي ماء جوز الهند على معادن مهمة مثل البوتاسيوم والماغنيسيوم والكالسيوم، والتي تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة العظام والعضلات. بالإضافة إلى فيتامين C، الذي يعزز جهاز المناعة. وبفضل محتواه المنخفض من الدهون والسعرات الحرارية، يعتبر ماء جوز الهند خيارًا صحيًا يمكن تقديمه للسلاحف ولكن باعتدال بسبب احتواءه علي سكر وكربوهيدرات.
في حين أن محتويات ماء جوز الهند يمكن أن تفيد السلاحف، ولكن يمكن أن تشكل بعض المخاطر أيضا.
- أحد هذه المخاطر هو أن ماء جوز الهند يحتوي على نسبة من الكربوهيدرات والسكر، مما قد يؤدي إلى السمنة ومشاكل صحية أخرى في السلاحف عند المواظبة عليه.
- بالإضافة إلى أنه قد تحتوي بعض المنتجات المباعة من ماء جوز الهند على سكريات مضافة أو مكونات أخرى ممتزجة يمكن أن تضر السلاحف. ضروري اختيار منتج ماء جوز الهند الطبيعي النقي دون أن يكون مضاف عليه سكر أو مواد حافظة.
- يوجد خطر آخر وهو أن ماء جوز الهند يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم، مما يضر السلاحف التي تعاني من مشاكل في الكلى. يجب على السلاحف التي تعاني من مشاكل في الكليتين تجنب ماء جوز الهند.
قد تفكر في شراء ثمرة جوز هند لتجربتها كوجبة رئيسية مع سلحفاتك (قلب جوز الهند الأبيض وماء جوز الهند)، ولكن أظن أنك ستتراجع بعد علمك بإحتواءه علي مقدار من الدهون والسكر مما قد يسبب مشاكل صحية للسلحفاة.
مكونات جوز الهند: عبارة عن الألياف الخارجية على الغلاف الصلب وقلب جوز الهند الأبيض وماء جوز الهند الداخلي وأخيرا زيت جوز الهند المستخلص من الثمرة.
يمكنك إطعام سلحفاتك قلب جوز الهند ولكن باعتدال. يعتبر قلب جوز الهند الأبيض مقبولا كطعام عرضي علي فترات متباعدة من ضمن مزيج متنوع. وسبق وطرحنا معلومات باستفاضة عن قلب جوز الهند الأبيض في الرابط التالي،
زيت جوز الهند لا يجب اضافته على طعام السلاحف، بسبب عدم امكانية هضم المحتوي العالي من الدهون في زيت جوز الهند. وكل شيئ عن زيت جوز الهند موضح بالرابط التالي،
قشر جوز الهند Coconut fiber أو الألياف حول الغلاف الصلب لثمرة جوز الهند لا تصلح كطعام للسلاحف، يمكن الاستفادة من هذه القشور واضافتها إلى الركيزة (التربة تحت السلاحف البرية)
المواظبة على ماء جوز الهند لا يناسب السلاحف نظرا لاحتوائه على نسبة من السكر ونسبة مرتفعة من البوتاسيوم. ولكن يمكن استخدامه لفترة محدودة في بعض الحالات المرضية
100 جرام من ماء جوز الهند تحتوي علي19 سعر حراري وحوالي 93 جرام من الماء و3.71 جرام من الكربوهيدرات و2.61 جرام من السكر و1.1 جرام من الألياف و0.72 جرام من البروتين و0.2 جرام من الدهون
وبالنسبة للمعادن الموجودة في 100 جرام من ماء جوز الهند
250 مليجرام من البوتاسيوم و105 مليجرام من الصوديوم و25 مليجرام من الماغنسيوم و24 مليجرام من الكالسيوم و20 مليجرام من الفسفور و0.29 مليجرام من الحديد و0.142 مليجرام من المنجنيز و0.1 مليجرام من الزنك و0.04 مليجرام من النحاس
وبالنسبة للفيتامينات في 100 جرام من ماء جوز الهند
2.4 مليجرام من فيتامين C و0.03 مليجرام من فيتامين B6
على الرغم من فوائد ماء جوز الهند للبشر، يجب توخي الحذر عند تقديمه للسلاحف. فإذا أبدت السلحفاة نفورًا منه، فلا يجب إجبارها على تناوله. وفي حال الرغبة في الاستفادة من خصائصه الغذائية في حالات مرضية محدودة، يجب التأكد من نقاء ماء جوز الهند وأنه طبيعي بدون إضافات من السكر أو مواد حافظة وتخفيفه بالماء النظيف. إذا اردت أن تشرب السلحفاة ماء جوز الهند لأسباب وجيهة بالنسبة لك، فينصح بتقديمه باعتدال وعلى فترات متباعدة للحفاظ على التوازن الغذائي وتجنب مخاطر ارتفاع السكر والبوتاسيوم.
مقالات ذات صلة