هربس السلاحف: أخطر الأمراض الفيروسية التي تهدد حياة السلاحف البرية والبحرية. تعرف من خلال هذا الدليل الشامل على أسباب فيروس هربس السلاحف، أعراضه، طرق التشخيص، كيفية علاجه، وأهم خطوات الوقاية للحفاظ على صحة سلحفاتك.
تتعرض الزواحف الأليفة، وبخاصة السلاحف، للعديد من أنواع العدوى الفيروسية التي قد تشكل خطرًا كبيرًا على حياتها. ويُعد هربس السلاحف من أخطر هذه الأمراض، إذ يُصيب أنواعًا مختلفة من السلاحف، سواء البحرية أو البرمائية وأحيانًا البرية، ويتسبب في تدمير أعضاء حيوية داخل جسم السلحفاة، وقد يؤدي إلى نفوقها في كثير من الحالات.
بهذا المقال، نستعرض كل ما يخص مرض هربس السلاحف، بدايةً من التعريف بالمرض، وطرق الإصابة، مرورًا بالأعراض وطرق التشخيص، وصولًا إلى العلاج المناسب وأهم طرق الوقاية لحماية السلحفاة من هذا الفيروس القاتل.
هي عدوي فيروسية تحدث نتيجة إصابة الزواحف بأحد أنواع فيروسات الهربس. والسلاحف البرمائية بالمياه العذبة وسلاحف البحر الخضراء والسلاحف البرية (الأرضية) من الزواحف الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. ويمكن أن تنتقل هذه الفيروسات بسهولة.
تكون فيروسات الهربس محددة في العائل الذي تصيبه، وأحيانا تسبب له مرضًا خفيفًا نوعا ما. ولكن السلاحف المضيفة للفيروس أو غير المضيفة عندما تتعرض للإجهاد وضعف في المناعة، فإن فيروسات الهربس سيكون لها تأثير خطير علي أنظمة الجسم. ويظهر هذا التاثير علي الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، ويمكن أن تسبب مرض شديد وقد يكون قاتل للسلحفاة. تم العثور على أنواع مختلفة من فيروسات الهربس التي تسبب المرض في مختلف مجموعات السلاحف. أغلب فيروسات الهربس التي تم العثور عليها في السلاحف هي
Chelonid alphaherpesvirus & Testudinid alphaherpesvirus
وهم من الفصيلة الفرعية
Alphaherpesvirinae
فيروسات هربس السلاحف من الفصيلة الفرعية
Alphaherpesvirinae
التي تنتمي إلى عائلة
Herpesviridae
وهي عائلة في الرتبة
Herpesvirales
وطبقا للجنة الدولية لتصنيف الفيروسات (ICTV) تتكون الفصيلة الفرعية Alphaherpesvirinae من خمسة أجناس هي:
IItovirus & Mardivirus & Scutavirus & Simplexvirus & Varicellovirus
ويحتوي فقط الجنس Scutavirus على أنواع الفيروسات التي تسبب مرض الهربس في السلاحف ومن أكثرهم إصابة ،
Chelonid alphaherpesvirus - ChHV
Testudinid alphaherpesvirus - TeHV
يؤثر فيروس الهربس على العديد من الأجهزة الحيوية في الزواحف، وتُعد السلاحف من أكثر الكائنات عرضة للإصابة بهذا المرض الفيروسي الخطير. تتنوع أعراض هربس السلاحف وفقًا لشدة العدوى ونوع السلحفاة، لكن هناك علامات مشتركة يمكن للمربين ملاحظتها بسهولة.
فيما يلي أهم الأعراض التي قد تظهر على السلاحف المصابة بفيروس الهربس:
- فقدان الشهية وامتناع السلحفاة عن الأكل أو الشرب.
- ارتجاع الطعام.
- خمول واضح وقلة في الحركة.
- كثرة النوم والاختباء لفترات طويلة.
- اضطرابات بالجهاز الهضمي مثل القيء أو الإسهال.
- تنفس بصعوبة مع فتح الفم.
- ظهور تقرحات في بطانة الفم واللسان.
- وجود تقرحات في سقف الحلق، خاصة عند فتحة الاتصال بين الأنف والقصبة الهوائية.
- التهاب وسيلان الأنف أو تقشر بطرفه.
- سيلان أو تقرحات في الفم.
- تكون غشاء سميك لونه أبيض مصفر إلى أصفر داخل الفم.
- سماع صوت صفير أو خشخشة أثناء تنفس السلحفاة.
- صعوبة في التنفس نتيجة التهاب وانتفاخ أنسجة الأنف.
- التهاب في ملتحمة العين.
- انتفاخ الجفون وانغلاق العيون جزئيًا أو كليًا.
- في سلاحف المياه العذبة وسلاحف البحر الخضراء، يتسبب الفيروس في مشاكل بالكبد مثل تضخم الكبد أو إتلاف خلاياه.
- ظهور تورمات جلدية في الأطراف أو الرقبة أو الذيل.
- حكة جلدية مستمرة وظهور تقرحات بالجلد.
مشكلات عصبية مثل الحركة غير المنتظمة أو الدوران.
ملاحظة:
ليس بالضرورة ظهور كل الأعراض معًا في السلحفاة المصابة بـهربس السلاحف. وعند ملاحظة بعض منها، يجب التوجه فورًا للبيطري لتشخيص الحالة وبدء العلاج المناسب في أسرع وقت.
بخلاف السلاحف المائية فإن الأنواع الأكثر شيوعًا من السلاحف التي تصاب بالفيروس هي،
السلاحف الروسية
(Russian tortoises) ،
وسلاحف الفطيرة
(pancake tortoises) ،
والسلاحف اليونانية
(Greek tortoises).
والسلاحف الصحراوية
(Desert tortoises)
محتمل أن يكون لكل نوع من أنواع السلاحف، فيروس هربس قد يسبب المرض عندما ينتقل إلى نوع مختلف. لذلك من الأفضل عدم خلط أنواع مختلفة من السلاحف البرية أو السلاحف البرمائية معًا.
سلحفاة برمائية مصابة بالهربس
سلحفاة يوناني مصابة بالهربس
قد يتراجع فيروس الهربس ويختبئ ويظل كامن في جسم السلحفاة لعدة أشهر وربما سنوات قبل أن يتسبب في المرض مرة أخري. هذا يعني أن السلحفاة السليمة ظاهريًا تظل حاملة للمرض وقادرة على نشر فيروس الهربس بين السلاحف الأخرى.
فيما يلي أهم الأمراض التي يتسبب بها هربس السلاحف:
- التهابات حادة في الرئة (التهاب رئوي).
- مشاكل تنفسية خطيرة.
- التهابات في العينين وملتحمة العين.
- صعوبة في التنفس قد تنتهي بوفاة السلحفاة إذا لم تُعالج سريعًا.
يُعد من الأمراض الجلدية الشائعة الناتجة عن هربس السلاحف، حيث تظهر:
- آفات جلدية صغيرة مستديرة.
- تتحول لاحقًا إلى بقع رمادية اللون أكبر حجمًا.
- عادةً ما تصيب السلاحف الصغيرة السن، خاصة عند تربيتها في بيئة دافئة ومزدحمة.
أحد أخطر الأمراض الفيروسية التي يسببها الهربس في السلاحف، حيث:
- تظهر أورام على شكل تكتلات يتراوح حجمها من أقل من حجم حبة البازلاء إلى أكبر من ثمرة البرتقال.
- تتخذ الأورام شكلًا متكتلًا يشبه زهرة القرنبيط (القنبيط).
- قد يصل حجم الورم إلى 20 سم في الحالات الشديدة.
- يتدرج لون التكتلات من الرمادي الفاتح إلى الأسود.
- يشير عدد وحجم الأورام إلى شدة إصابة السلحفاة بالفيروس.
تظهر بعض أنواع فيروسات الهربس أكثر في فصل الربيع.
فيروسات الهربس حساسة جدا للعوامل البيئية، ويمكن القضاء عليها بسهولة وهي لا تعيش طويلا خارج الزواحف.
حتى الآن، لم يتم التوصل إلى أسباب رئيسية دقيقة تؤدي إلى إصابة مختلف أنواع السلاحف بـفيروس الهربس، أو طريقة انتقال بعض الأمراض المرتبطة به مثل الورم الحليمي الليفي. إلا أن الدراسات والأبحاث كشفت عن مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية انتقال العدوى وانتشار الفيروس بين السلاحف.
العوامل التي تساعد على إصابة السلاحف بفيروس الهربس:
يمكن أن تنتقل العدوى من سلحفاة لأخرى عبر الحاويات أو الأحواض المشتركة، خاصة عند وضع أنواع مختلفة من السلاحف معًا. قد يكون الفيروس حميدًا نسبيًا في نوع معين، لكنه يتحول إلى مرض قاتل في نوع آخر.
تُعد السلاحف الصغيرة أكثر عرضة للإصابة بـهربس السلاحف بسبب ضعف مناعتها، وهو ما يجعلها فريسة سهلة للفيروسات والأمراض المعدية.
السلاحف التي تتعرض لضغوط بيئية أو نفسية أو سوء معاملة تصبح أكثر عرضة للإصابة بفيروس الهربس.
السلاحف البرية أو المائية التي تعاني من أمراض سابقة أو ضعف في جهازها المناعي تكون أكثر قابلية للعدوى وانتشار الفيروس داخل أجسامها.
نقل السلاحف من الطبيعة ثم الشحن إلى مكان أخر ووجود عدد من السلاحف من بعض في مكان ضيق، ودرجات الحرارة غير المناسبة وعدم الحصول علي الإضاءة الكافية وسوء النظام الغذائي والممارسات غير الصحية وإصابة السلحفاة بالجفاف والطفيليات الداخلية، كل هذه الأمور تضعف المناعة عند السلاحف
يُعد فيروس الهربس من الأمراض شديدة العدوى بين السلاحف، ويمكن أن ينتقل بسهولة من سلحفاة إلى أخري، خاصة في البيئات المزدحمة أو غير النظيفة. ومن أبرز طرق انتقال هربس السلاحف:
يُعد الاحتكاك المباشر بين السلاحف، خاصة في الأماكن المزدحمة أو أثناء التزاوج، من أشهر طرق انتقال الفيروس.
تنتقل عدوى فيروس الهربس من الأنثى المصابة إلى صغارها أثناء الحمل أو خلال وضع البيض.
تنقل السلاحف المصابة الفيروس عبر فضلاتها، ويمكن أن تنتقل العدوى للسلاحف السليمة عند ملامسة هذه الفضلات.
استخدام أدوات التنظيف أو مستلزمات العناية نفسها بين أكثر من سلحفاة دون تعقيمها، يسهّل انتقال عدوى هربس السلاحف.
قد ينقل المربي الفيروس بين السلاحف عند التعامل مع المصابة ثم السليمة دون غسل وتعقيم اليدين جيدًا.
عند ظهور أعراض هربس السلاحف، يجب التوجه فورًا إلى بيطري . يبدأ التشخيص بفحص شامل للسلحفاة، يشمل البحث عن التقرحات، التورمات، والإفرازات، مع الاستماع لتفاصيل النظام الغذائي والأعراض التي ظهرت.
يعتمد التشخيص غالبًا على العلامات الجسدية، وقد تُجرى مسحة من الفم لفحص الخلايا تحت المجهر. وفي الحالات المتقدمة، قد يُطلب فحص دم لتقييم حالة الكبد، أو أشعة للكشف عن المضاعفات. للتأكيد النهائي، يتم عمل اختبار (PCR) لتحديد نوع فيروس الهربس.
- وصف أدوية مضادة للفيروسات تؤخذ عبر الفم أو أنبوب تغذية.
- استخدام مراهم داخل الفم لعلاج التقرحات.
- تنظيف فم وحلق السلحفاة لإزالة الإفرازات والقيح.
- تعويض السوائل بالحقن لتفادي الجفاف.
- زرع أنبوب تغذية في الحالات الشديدة لتسهيل إعطاء الأدوية والتغذية السائلة للسلحفاة.
- وصف مضادات حيوية للوقاية من العدوى البكتيرية المصاحبة.
- قد تحتاج السلحفاة المريضة للإقامة في مركز رعاية بيطرية لعدة أيام حتى تستقر حالتها.
لا يمكن التخلص نهائيًا من فيروس الهربس بمجرد إصابة السلحفاة، لكنه يظل كامنًا، وقد تعيش بعض السلاحف دون ظهور أعراض مجددًا مع الرعاية المستمرة والعلاج المناسب.
يمكن استعمال حقن مضاد حيوي جهازي بواسطة البيطري مثل حقن (سيفتازاديم – ceftazidime injection ) . أو استخدام بايتريل بيطري حقن ( Baytril ). ويقوم البيطري بمعرفة الجرعات المناسبة بعد تحديد، كم تزن السلحفاة المريضة
قد تكون السلحفاة بحاجة لعمل فحص دوري للدم اعتمادًا على نوع الدواء المستخدم لعلاج الفيروسات. مثلا دواء acyclovir – أسيكلوفير، حيث أنه قد يسبب مشاكل في الكلى إذا لم يتم استخدامه بشكل صحيح.
قد يقوم البيطري بالتدخل الجراحي لإزالة بعض التكتلات الناتجة عن فيروس الهربس. بالنسبة للحالات المتأخرة في السلاحف التي تعاني من آثار فيروسات الهربس، قد يكون الموت هو مصير السلحفاة حتى مع تطبيق العلاج.
الوقاية تعتمد على حماية السلاحف السليمة من الإصابة بالعدوي. عن طريق عمل اختبار (PCR) للكشف على فيروس الهربس على جميع السلاحف الجديدة قبل انضمامها إلى المجموعة. بالنظر إلى طول الفترة الزمنية التي قد يظل فيها فيروس الهربس كامن في سلحفاة، (الزواحف المصابة قد تحمل فيروس الهربس مدى الحياة) ولذلك يجب اعتبار السلاحف المصابة بعد شفائها ناقلة للمرض دائما. خلال مراحل الخمول (أي الفيروس كامن)، لا يكون هناك مرض. وخلال مراحل نشاط الفيروس، يحدث انتقال للمرض لباقي السلاحف السليمة. ويجب معرفة طرق انتقال فيروس الهربس واسباب الهربس لتقليل عدوي الهربس
للحد من انتشار فيروس الهربس بين السلاحف، يجب اتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية الصارمة، سواء في المنازل أو مراكز التربية. وأهم إجراءات الوقاية:
عزل السلاحف المصابة والمخالطة فور ظهور الأعراض، ومنعها من السبات أو الاختلاط بالسلاحف السليمة. لا يجب السماح للسلاحف المريضة بالقيام بالسبات أو السكون.
تطهير البيئة المحيطة بالسلاحف بشكل كامل، مع التخلص من المياه الملوثة، وتعقيم الأدوات.
- توفير بيئة معيشية صحية خالية من الإجهاد، مع ضبط درجات الحرارة المناسبة، والإضاءة، والتغذية المتوازنة. وتجنب فضول الأطفال والحيوانات الأليفة الأخري.
- استخدام أوعية طعام وشراب منفصلة لكل سلحفاة أو مجموعة، مع تنظيفها بانتظام.
- تجنّب استخدام الحاويات والأحواض القديمة التي قد تظل ملوثة بالفيروس لأكثر من عام.
ممارسات يجب المواظبة عليها
- ارتداء قفازات واقية أثناء التعامل مع السلاحف المصابة، ويفضل التخلص منها بعد كل استخدام.
- عدم التنقل بنفس الأحذية أو الأدوات بين مساكن السلاحف المصابة والسليمة.
- المواظبة على التعقيم باستخدام محلول الكلور (كوب كلور + جالون ماء) لتنظيف الأدوات، أوعية المياه، والأقفاص أو الأحواض.
- غسل اليدين جيدًا بالماء الساخن والصابون المطهر بعد التعامل مع السلاحف أو مستلزماتها.
التزام المربي بهذه التعليمات يقلل بشكل كبير من احتمالية انتشار هربس السلاحف ويحافظ على صحة المجموعة بالكامل.
خاتمة
هربس السلاحف من أخطر الأمراض الفيروسية التي تهدد حياة السلاحف. الوقاية السليمة والفحص المبكر والرعاية الصحية الجيدة تظل أفضل سلاح لحماية السلاحف من هذا الفيروس القاتل. راقب سلحفاتك دائمًا، وكن على دراية بالأعراض لتتدخل في الوقت المناسب.
مقالات ذات صلة
أسباب و علاج الأورام أو الانتفاخات عند السلاحف
التهابات الحلق و تقرحات الفم عند السلاحف